كتب / محمود وجيه الدين ـ اليمن ||
القوّات المسلحة اليمنية أعلنت استهدافُ هدفًا هامًا في “تل أبيب” «يافا» بواسطةِ الطيران المُسيّر فجر يوم الجمعة 19 يوليو 2024هـ . هذا الأمرُ الذي أثارَ ضجيجًا إسرائيليًا صاخبًا ، وهذا الحدثُ المُتطّور يعني ويدّلُ على نقاطٍ مُهمّة في القراءتين السياسية والعسكرية :
في القراءة السياسية :
1- القوّات المسلّحةِ اليمنية منحت ورقةً إستراتيجيةً جديدة رابحةً لحركةِ حماس في المساراتِ والمنقاشات التفاوضيّة، بِأن تفرِضها على الطاولةِ، لتجعل مِنها ورقةً تضغطُ بها على الطاولة لكي تُعزِّز جدارتها بشروطها في أحقيّة حقوق وأمان أهل غزّة والشعب الفلسطيني بِأسرهِ.
2- يُقال: اضرِب الكبيرُ يَفهمُ الصغير . مَن يفرِضُ الخِناق على ثُلاثي الشرّ «أمريكا، إسرائيل، بريطانيا» في البحار والمحطيات، ويستمرُ باهانتهم يوميًا مُنذ أكثر مِن نصف سنة،وهُم لم يستطيعوا أنْ يكسروا حصارهُ رُغمّ امكانياتهم، فهل يستطيع خادِمهم الصغير تحقيق شيئًا؟ لا، إنّ مَن طالت يدهُ على العمود الفقري، أي “تل أبيب” ، وهي تبِعدُ عنهُ تقريبًا 2300 كم بعد الهزائم والصفعات التي نالتها أساطيل الولايات المتحدة الأمريكية وتحالف الازدهار وحاملة الطائرات «آيزنهاور» ، فهل هو يعجزُ أمام الذي يُجاورهُ أي خادمهم؟ على النظام السعودي أن يتفّهم الأمر جيّدًا،أن القوّات المسلحة اليمنية صارت أضعاف مضاعفة، فليس مِن مصلحتهِ التورّط، إذا كان ذكيًا فلا يُلدغ من الجحرِ مرّتين .
في القراءة العسكرية :
1- إنّ الطائرة المُسيّرة اليمنية التي استهدفت تل أبيب «يافا» لديها قُدرةً عالية وأداء مميز في المناوراتِ والتحليقُ لمسافاتٍ طويلة فضلاً عن مداها وارتفاعها وسرعتها وحمولتها ونوعيّة نظامّها الاستشعاري التي لم يُعلن عن مواصفاتها إلى الآن ؛ فقد تجاوزت المنظومات الدفاعية الأمريكية في البحرِ الأحمر، وكذلك المنظومات الدفاعية لدى الدول العربيّة التي مِن عادتها اسقاطُ طائرات وصواريخ جبهات الإسناد، كما تجاوزت الأنظمةَ الدفاعية الإسرائيلية، وأصابت موقعًا في قلب الكيان الإسرائيلي، فأبان الإعلام الإسرائيلي نفسه عنِ الإصاباتِ البالغة ونتائج هذه الهجمة المفاجئة، وفي سقوط الطائرة بمكانٍ لا يفصِلُ السفارة الأمريكية في “تل أبيب” إلا فقط أمتار قليلة .
2- جوهرُ الحدث عسكريًا، أساسًا لا يكمنُ في هذه البداية والهجوم ، إنّما الجوهرُ هو يعني في ما يعقبُ هذا الحدث ، وماذا سيُحقق بعد ذلك؟. عندما أكدّ مُتحدّث القوّات المسلحةِ اليمنية أنّ “تل أبيب” غير آمِنة، يعني مِن دون شك عمليات تصاعدية كمية ونوعية قادمة مِن حيث السلاح والهدف . رأينا وجه الإسرائيلي بِمُسيّرة واحدة أتت عليهِ بدقائقٍ أثبتت كم هو مِثلُ بيت العنكبوت، وعَرضت حجم الصدمة المذعورة في مؤسسّاته الحكومية والأمنية والعسكرية، وفي هذا المقام حسب التصريحات الإسرائيلية مِن قيادات ومسؤولين إسرائيليين، يتحدّثون عن التفكير والتقييم في الردِّ على هذا الهجوم، وهُنا إذا حدثَ رغم أن لايوجد دلائل ورغبة على ذلك ، إنّهُ يقينًا سيغرقُ الإسرائيلي إلى أغمصِ القدمينِ، والنظرُ بعينِ العبرة خيرٌ مِن التجربة المُرّة.