تلقت فرق عراقية جماهيرية خسارات ثقيلة أمام فرق خليجية في
البطولات الدولية الجارية حالياً، وظهرت بمستويات "هزيلة" لا ترتقي
لمستوى الطموح ولا توازي سمعة الكرة العراقية، وفي ضوء هذا التراجع
"المخيف" أدلا مختصون بآرائهم حول هذا التراجع للوقوف على الخلل.
ويقول المدرب السابق للمنتخب العراقي للناشئين، طالب
جلوب إن "سبب تراجع مستوى أنديتنا بل حتى منتخبنا الوطني هو الجانب الفني
للاعب العراقي كونه لا يمتلك سوى 30% أو أقل من المهارة الفنية التي يمتلكها
اللاعب المتكامل".
ويضيف أن "تعاقد الأندية مع لاعبين أفارقة
بمستوى متواضع وبأعداد كبيرة يصل إلى نصف التشكيلة تسبب بتراجع الأداء العام
للفرق العراقية"، مبيناً "إذا ما قارّنا مستوى المحترف العراقي بمستوى
محترفي دول الخليج نرى فرق كبير، ففي العراق يتعاقدون مع لاعبين لا يرتقون لمستوى
الطموح وبمبالغ بسيطة جداً بينما يتعاقد السعوديون أو القطريون أو الإماراتيون مع
لاعبين أجانب بملايين الدولارات وبالتأكيد نوعية المحترف هنا تلعب دورها في تحقيق
الفارق".
ويوضح "إهمال دور اكتشاف اللاعبين الموهوبين
وبنائهم بشكل مخطط له وصحيح والاعتماد على اللاعب الجاهز سبب كبير في تراجع مستوى
فرقنا علماً أن العراق يزخر بمنجم من المواهب التي إذا طورتها سيكون لها شأن في
رفد منتخباتنا وأنديتنا بشكل واضح".
بدوره يشير المدرب العراقي المحترف في الدوري
الأردني، جبار حميد، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "أنديتنا الكبيرة
تظهر بمستوى هزيل أمام فرق خليجية تهزمنا بنتائج كبيرة وقد كانت معاناة فرقنا
واضحة أمام فرق متكاملة وهذا يعود لكثرة التعاقدات مع لاعبين لا يستحقون حتى اللعب
في دوريات ضعيفة".
ويلفت إلى أن "الاتحاد العراقي لكرة القدم
سمح بالتعاقد مع ستة لاعبين أجانب وقد لاحظنا الأندية تعاقدت مع لاعبين أفارقة
بمستويات هزيلة ليس فيهم المهاجم الهداف والمهاري، بالمقابل شاهدنا المستويات
العالية التي تتعاقد معها دول الخليج، فلو كانت أنديتنا تكتفي بالتعاقد مع ثلاثة
لاعبين سوبر كان أفضل لنا من ستة لاعبين غير مجدين إذ نرى المحترفين هم من
يستفادون من فرقنا وليس نحن".
ويؤكد حميد "طول الدوري العراقي والضغط على
اللاعبين والتشكيلة نفسها التي تلعب بكل مباراة دون وجود بدلاء أقوياء أدى إلى
تراجع مستوى الأداء، فضلاً عن إهمال الاتحاد للبطولات الخاصة بالفئات العمرية
التي تعتبر الأساس، بالمقابل اعتماد أنديتنا على اللاعب الجاهز وعدم بناء الفرق
عبر تدرج المواهب في الفئات العمرية".
ويختم بالقول إن "تدخل العلاقات الشخصية في
أنديتنا دون اللجوء للاستشارة الفنية في استقطاب المدربين واللاعبين والتعاقدات
العشوائية والتعامل مع ملف المحترفين بشكل غير احترافي كل ذلك أدى إلى هذا التراجع
والنتائج المزرية".
في حين يرى المدرب العراقي المحترف في الدوري
السعودي، سامي بحت، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أنه "لا يوجد عمل حقيقي على
مستوى عالٍ في أنديتنا فقد كان الفرق واضحاً بين لاعبي أنديتنا والفرق الخليجية
التي تواجهنا في بطولات مختلفة ومنها الآسيوية الأخيرة التي كان فيه الفارق
واضحاً".
وينبه إلى أن "الاحترافية خلت من تشكيلات
أنديتنا التي تحتاج لعمل كبير للوصول إلى مستويات الفرق الخليجية التي سبقتنا
بأشواط طويلة فكانت نوعية المحترفين في الفرق الخليجية على مستوى عالٍ بعكس
محترفيّ أنديتنا الذين لا يستحقون تمثيل فرقنا المتصدرة بدورياتنا".
ويشدد "لابد من التعامل الصحيح في العراق
وبناء أجيال من خلال الاهتمام بالفئات العمرية، إلى جانب مواكبة التطور الحاصل في
الفرق الخليجية التي تقدمت بشكل ملحوظ حتى في منتخباتها الوطنية".
ويختم قائلاً "إننا نحتاج إلى عمل كبير وبناء
الأكاديميات الرصينة والاهتمام بالدوريات الخاصة بالفئات العمرية لإنشاء قاعدة
جيدة تكون رافداً لمنتخباتنا وأنديتنا، وطالما نصحنا بالاتحاد وبعض الأندية بذلك
لكن دون جدوى".