أخر الاخبار

الحياة والدنيا .. معركة وجود الانسان او ضياعه

 



الكاتب : مهند الهلالي


رغم اهتمامات الانسان بشكل عام والمسلم على وجه الخصوص باكتساب المعرفة على اختلاف صنوفها الا انه بقي بقصد تارة ومن دون قصد تارة اخرى يدور في حلقات مفرغة حول الحقيقة دون الوصول اليها .

ان البحث والدراسة المستفيضة حول أمر ما كان يصطدم دائما بالثوابت الايديولوجية للمجتمعات فينة وللموروثات فينة اخرى ، فنرى البحث ذائبا في دقائق الموجود لا يحيد عنه وان حاول ذلك فالعودة شبه مؤكدة لنقطة الانطلاق ..

وكي لا نغوص في المقدمات اكثر استثمارا للوقت نعود الى عنواننا الذي اخترناه بعناية لتبيين بعض الامور التي نجدها من الضرورات الملحة التي يجب ان يجعلها الانسان المسلم والمؤمن بين اعتباراته ومفاهيمه ، لتكون منطلقا له في البحث والدلالة فيما يتعلق بالحياة والدنيا .

ان اللبس الحاصل لدى نسبة كبيرة من العامة بين مفردتي الحياة والدنيا يجعل فهم المعنى المتعلق بهما ضبابيا وبالتالي اضاعة فرص كثيرة للتوصل الى درجات معينة في معرفة المكنونات المتعلقة برحلة الانسان ومراحل حياته التي تعد الدنيا احداها لاغير .

وبمعنى ادق ان حياة الانسان اللا متناهية تمر بمراحل اختارها الباري جل وعلا بدقة لتنقية النفس الانسانية من شوائبها وملوثاتها للوصول الى اصلها النقي المقدس ، والدنيا التي نعيشها الان ما هي الا مرحلة شديدة الخطورة بين مراحل عدة لا يمكن الخوض بتفاصيلها في مقالة صغيرة كهذه ، وبالتالي فأن الانسان يخوض دون علمه معركة وجودية بين حياته ودنياه الانية داخل ذاته العليا والغلبة قطعا ستكون للعنصر الاقوى في ذاته .

ومن اجل تبسيط معنى ما نقوله نبين ان الذات العليا للانسان التي تنتقل معه من مرحلة الى اخرى في حياته اللا متناهية بعقلها وقلبها تحاول عبور مرحلة الدنيا منتصرة على التحديات التي تواجهها من قبل النفس المتأثرة بطاقات وتأثيرات الدنيا الانية ، ومؤكدا ان القدرات الانسانية ليست متساوية لاعطاء نتيجة متقاربة فكل لديه ماهيات تميزه عن الاخر لذلك تكون النتائج متغيرة ومختلفة من فرد الى اخر .

ما يهمنا ايصاله للقارئ الكريم ان الانسان ايا كان مستوى ادراكه يستطيع ان يضبط ايقاع هذه المعركة اذا اراد هو ذلك وآمن بقدرته على تحقيق ذلك ، لسبب بسيط وهو ان مركز الطاقة الالهية العظيمة المغروس في ذاتنا العليا هو في عقولنا وقلوبنا التي تخوض معركة الوجود مع النفس المتأثرة بالمحيط الدنيوي ، اي بمعنى اوضح ان الايعاز للنفس بانها تتبع لهذا الكيان الموحد وانها جزء لا يتجزء منه سيجعلها اقوى من اي تأثير دنيوي مكتسب فيكون هذا التأثير ليس بالقوة التي تمكنه من هزيمة النفس المعنية ، اما في حالة ترك العقول والقلوب ستكون النفس لقمة سائغة لدنياها وعندها سيكون الثمن باهضا ويا ليتنا نستطيع البوح بتلك الاثمان الا ان عهدنا مع نفسنا يمنعنا من الغوص اكثر تاركين التوضيحات الاخرى لمختصين اخرين ربما هم اكثر منا تبحرا وبحثا .

نتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت ولامست العقول والقلوب لاخذ دورها في قيادة شخصية الانسان هذه الشخصية التي لا تستحق ان تقودها الشاكرات والهالات المحيطة بكم ومن الله التوفيق ..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-