كل منا لديه وضعية مفضلة للنوم، ويمكن أن يكون لها آثار عميقة ليس فقط على نوعية النوم، ولكن أيضاً على الصحةعلى المدى الطويل.
وفي الواقع، وفي أسوأ السيناريوهات، قد تقتلك وضعية النوم السيئة ببطء وفق الخبراء، لذلك علينا معرفة الآثارالناجمة عن كل وضعية.
وعلى الرغم من التأثير الذي يمكن أن تحدثه وضعية النوم على حالات مثل الخرف وأمراض القلب، إلا أن الأبحاث محدودةوتميل إلى التركيز على الأوجاع والآلام.
لكن آلام الظهر هي مجرد أحد الآثار المترتبة على وضعية النوم غير المناسبة، بحسب تقرير لصحيفة "تلغراف"البريطانية.
النوم الجانبي
ومن الأوضاع الأكثر شيوعاً للنوم، النوم الجانبي لكن له آثار صحية على بعض الأشخاص اعتماداً على أي جانبيستلقون، الأيسر أو الأيمن.
ويُنصح النساء الحوامل وأي شخص يعاني من ارتجاع الحمض أو مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) أو مشاكلأخرى في الأمعاء بالنوم على جانبهم الأيسر.
من ناحية أخرى، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب بمحاولة النوم على جانبهم الأيمن لتخفيف الضغطعلى القلب.
وأشارت الدراسات إلى أنه عندما يستلقي الناس على جانبهم الأيسر يتغير وضع قلبهم بسبب الجاذبية. وهذا يسببتغيرات في النشاط الكهربائي للقلب. الأنسجة والهياكل الموجودة بين الرئتين تثبت القلب في مكانه عندما تنام علىجانبك الأيمن.
في موازاة ذلك، قد يكون لوضعية النوم أيضاً تأثير على صحة الدماغ. فأثناء النوم، يقوم الجهاز الغليمفاوي(Glymphatic) في الدماغ "بغسل" النفايات السامة بعيداً عن الدماغ.
وهناك أدلة تشير إلى أن هذه العملية تعمل بشكل أفضل عندما ننام على جانبنا الأيمن.
كذلك يمكن أن تحدث مشاكل وضعية عند الأشخاص الذين ينامون على الجانب اعتماداً على شكل الجسم، مثل النساءذوات الأجسام الرملية اللاتي ينمن على مرتبة ناعمة سوف يغوصن في شكل الموزة، مما يسبب ضغطاً على العمودالفقري والوركين.
في حين أن الرجال الذين ينامون على الجانب يمكن أن يشعروا بألم أكبر في أكتافهم مع تقدمهم في السن وضعفعضلاتهم.
ويمكن أن يسبب النوم الجانبي أيضاً التجاعيد وترهل الثدي لأن جلد الوجه يمكن أن يضغط على الفراش ويمكنللجاذبية أن تسحب أنسجة الثدي وتمدد الجلد.
فيما يوصي الخبراء للتخفيف من بعض المشاكل المرتبطة بالنوم الجانبي، باستخدام وسادة سميكة لمحاذاة الرأسوالرقبة مع عمودك الفقري ووضع وسادة بين ركبتيك لدعم الوركين وتقليل الضغط على أسفل ظهرك.
النوم على الظهر
ومن وضعيات النوم أيضاً، النوم على الظهر، لكن واحدة من المشاكل الصحية الأكثر شيوعا المرتبطة بهذا الوضع هيتوقف التنفس أثناء النوم، وهي حالة تسترخي فيها الأنسجة الرخوة في الجزء الخلفي من الحلق وتنهار مجرى الهواءمما يسبب الشخير وتوقف التنفس.
وإحدى الطرق لمحاولة تقليل المشكلة هي النوم في وضع مرتفع. أما الوضع الأمثل لمحاذاة العمود الفقري هو الاستلقاءعلى ظهرك مع وضع وسادة تحت الركبتين لتنعيم الظهر حيث يحافظ هذا الوضع على الخطوط الطبيعية لعمودك الفقريويمكنه أيضاً تقليل التجاعيد.
كما يشير الخبراء أيضاً إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين لا يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، يمكن أن يكون النوم علىالظهر وضعاً جيداً لتدريب أنفسهم عليه مع تقدمهم في السن، حيث يميل الأشخاص الذين ينامون على الظهر إلىالشعور بألم أقل في الظهر، كما أن النوم على الظهر مطلوب أيضاً للمرضى بعد العمليات الجراحية.
النوم على البطن
في حين أن النوم على البطن قد يقلل من الشخير لأنه يمكن أن يساعد في إبقاء المسالك الهوائية مفتوحة أكثر من النومعلى الظهر، إلا أنه من المرجح أن يؤدي هذا الوضع إلى زيادة آلام الرقبة والظهر.
وقال الخبراء إن التواء رقبتك إلى الجانب يضع ضغطاً عليها، كما أن النوم على البطن يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تقويسعمودك الفقري.
كما أوضحوا أن الضغط المباشر على الوجه يمكن أن يساهم في ظهور التجاعيد بمرور الوقت.
وللمساعدة في تخفيف الألم الوضعي، يُنصح الأشخاص الذين ينامون هكذا باستخدام وسادة رفيعة أو عدم استخداموسادة على الإطلاق للحفاظ على الرقبة في وضع أكثر حيادية ووضع وسادة تحت الحوض للمساعدة في الحفاظ علىدعم أسفل الظهر.
كيف تغير وضعية نومك؟
إذا كنت ترغب في تغيير وضع نومك المعتاد، قم بتدريب نفسك تدريجياً. على سبيل المثال، إذا كنت تريد التحول من وضعالنوم على الظهر إلى وضع النوم الجانبي، استلق على جانبك المفضل لمدة خمس دقائق في الليلة الأولى ثم استلق علىظهرك.
وفي الليلة التالية تزيد المدة إلى ست دقائق، ثم سبعاً، وهكذا. ابدأ ببطء ثم قم بالزيادة حتى تعتاد على الوضع.