بقلم .. كرار حيدر الزبيدي
شهد لبنان والمنطقة العربية مؤخراً تطوراً استراتيجياً مهماً تمثل في انتصار المقاومة الإسلامية حزب الله على "إسرائيل" ونجاحها في فرض وقف إطلاق النار بعد مواجهة جديدة أظهرت مرة أخرى قدرة المقاومة على فرض معادلات الردع وتحدي آلة الحرب "الإسرائيلية". هذا الانتصار أعاد التأكيد على دور المقاومة كخط دفاع أول عن لبنان وقضايا الأمة، مع تسليط الضوء على دعمها المستمر لغزة في معركتها ضد الاحتلال.
الانتصار في لبنان: تثبيت معادلة الردع
المواجهات الأخيرة بين المقاومة اللبنانية "وإسرائيل" أكدت مجدداً أن حزب الله يشكل قوة ردع حقيقية، قادرة على حماية السيادة اللبنانية والرد على أي عدوان. ورغم محاولات إسرائيل تحقيق مكاسب عسكرية، تمكنت المقاومة من تحويل الميدان إلى مساحة لإثبات صلابة استراتيجيتها وشجاعة رجالها.
وقف إطلاق النار، الذي جاء بعد تصعيد عسكري شهد استخدام أسلحة دقيقة وتكتيكات متطورة من قبل المقاومة، شكل هزيمة واضحة "لإسرائيل" التي وجدت نفسها أمام قوة متماسكة قادرة على المناورة عسكرياً وسياسياً.
دعم غزة: المقاومة مشروع واحد
في ظل العدوان المستمر على غزة، لم يتوانَ حزب الله عن تأكيد التزامه بدعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي". هذا الدعم كان واضحاً من خلال التنسيق المستمر مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وتوفير الإسناد العسكري والسياسي والإعلامي.
لطالما اعتبر حزب الله أن المقاومة في لبنان وغزة جزء من مشروع واحد يهدف إلى تحرير الأرض واستعادة الحقوق. تصريحات السيد الشهيد حسن نصر الله في خطبه الأخيرة شددت على أن دعم فلسطين واجب عقائدي وأخلاقي، وأكدت أن الشعب الفلسطيني ليس وحيداً في معركته، بل يجد دعماً لا محدوداً من المقاومة اللبنانية.
دور السيد الشهيد حسن نصر الله: القائد والمعلم درة لبنات الساطعة
لا يمكن الحديث عن انتصارات المقاومة دون التوقف عند الدور المحوري للسيد الشهيد حسن نصر الله، الذي كان قائداً استثنائياً ومعلماً حقيقياً لأجيال من المقاومين. رؤيته الاستراتيجية وصموده في وجه التحديات جعلا منه رمزاً للمقاومة وشعلة للإلهام.
كان للسيد الشهيد حسن نصر الله دور بارز في بناء العقيدة القتالية للمقاومة وتطوير بنيتها التحتية العسكرية والسياسية، حيث رسخ مفهوم أن المقاومة ليست فقط قوة عسكرية بل مشروع تحرري شامل. خطبه وخطواته المدروسة شكّلت منارة تُلهم المقاومين في كل مكان، سواء في لبنان أو فلسطين.
وقف إطلاق النار: انتصار استراتيجي للمقاومة
يمثل وقف إطلاق النار في لبنان بعد المواجهة الأخيرة مع "إسرائيل" نقطة تحول جديدة في معادلات الصراع. فقد أثبتت المقاومة أنها ليست فقط قادرة على الصمود، بل أيضاً على فرض شروطها وحرمان" إسرائيل "من تحقيق أهدافها.
هذا الإنجاز يعكس تطوراً نوعياً في أداء المقاومة، حيث بات واضحاً أن معادلة “الرد بالمثل” التي أرساها السيد الشهيد حسن نصر الله لا تزال تشكل رادعاً أساسياً يمنع "إسرائيل" من الاستفراد بلبنان أو فلسطين.
الدروس المستفادة وآفاق المستقبل
مع هذا الانتصار، يتأكد مرة أخرى أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية بل هي مشروع استراتيجي يهدف إلى حماية الكرامة والسيادة الوطنية. الدعم الذي قدمه حزب الله لغزة يؤكد أن المقاومة تتخطى الحدود الجغرافية، مشددة على وحدة الصف المقاوم في وجه الاحتلال.
ختاماً، يمثل انتصار المقاومة الإسلامية حزب الله ووقف إطلاق النار في لبنان شهادة حية على فاعلية نهج المقاومة ودورها المحوري في حماية المنطقة. وكما قال الشهيد السيد حسن نصر الله: “النصر ليس هدفاً آنياً، بل هو طريق مستمر نحو التحرير والكرامة”. هذه الرؤية التي غرسها الشهيد ستظل حاضرة في كل مواجهة قادمة، حيث تبقى المقاومة درع الأمة وسيفها.