بقلم : حسن النحوي
قالها أحد مشايخ الخليج المدجج مجلسُهُ بالمستشارين من مختلف دول العالم : انّي أرى الابل في الافق ..
هم الان وصلوا الى الجيل الرابع من المترفين بعد اكتشاف و استخراج و تصدير النفط ، و استشعروا الخـ.ـطر أنّ جيل ( الجي كلاس ) بكسله و بلادته سيرجعنا مرّة اخرى الى عصر الابل بعد نضوب النفط ، و نحن نتكلم عن خمسين سنة قادمة على الاكثر ..
فنهض الغيورون منهم و انتقلوا من اسلوب الاستشراف البدائي و الذي كان دوره ان يدق ناقوس الخـ.ـطر و ان ( الابل في الافق )
الى اسلوب ( صناعة المستقبل )
فتساءلوا لماذا لا نصنع مستقبلنا بأنفسنا ؟ لماذا ننتظر المستقبل ؟
فلنصنعه ..
و كما قيل في الحكمة المشهورة ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك ..
كذلك المستقبل كالسيف ، ان لم تصنعه صنعك ، و لكن سيصنعك على مزاجه لا على مزاجك و يعود بك الى الابل بعد نضوب النفط في بلدان يعتمد ريعها و اقتصادها عليه حصراً .
إنَّ
١- تطوير قطّاع الطاقة البديلة .
٢- و مشاريع التنمية المستدامة
٣- و اعتماد البلد على الزراعة و الاكتفاء الذاتي منها
٤- و تطوير حقول جديدة للثروة الكامنة بلا استثمار كالسياحة الثلاثية ( دينية ، آثارية، اصطيافية )
٥- و تحويل موارد النفط الى المشاريع الاستراتيجية كبناء المصانع و بناء السدود و شبكات الطرق و الجسور الحديثة .
كل هذا سيجعلنا نصنع مستقبلنا لما بعد النفط
و الّا ، فالأبل بالافق ، و ترجع اجيالنا القادمة الى الرعي و الزراعة البسيطة و تتحول مدننا الى مدن ملحٍ خاوية ..
الانتقالة من الاستشراف الى صناعة المستقبل هو اعظم دور تضطلع به النخب في بلدنا
و هم متقاعسون عنه للأسف الشديد ..
إنّي أرى الابل في الافق
انتهى .