بركان هايلي غوبي في إثيوبيا مثال حي على
قدرة الأرض على حدوث المفاجأت حتى بعد فترات طويلة من السكون فثوران البركان
الأخير لا يشير إلى حدث محلي نادر،بل هو دعوة للجيولوجيين لإعادة النظر في
ديناميكيات الصدوع النشطة والمناطق البركانية الكامنة في أماكن أخرى ويفتح نافذة
لمراجعة هذه الحالات مثل براكين النمرود في منطقة"وان"التركية لدراسة
ديناميكيات الصدوع النشطة خاصة صدع الاناضول النشط وملاحظة اية تغيرات بركانية في
صدع الأناضول وأن تتضافر الجهود من أجل رصد مستمر،تحضير استجابة فعّالة،وضمان
سلامة مجتمعات دول الى الأسفل من
مشروع"الكاب"التركي كالعراق وسوريا.
لذا فإن ثوران بركان هايلي غوبي يُمثل
تذكيراً حياً بأن الأرض قادرة على إظهار نشاط عنيف ومفاجئ،حتى بعد فترات طويلة من
السكون الظاهري بخصوص براكين النمرود فان هذا البركان الطبقي الضخم يقع في منطقة
وان التركية على الحدود الشرقية لهضبة الأناضول.يُعد النمرود بركاناً خامداً(وليس
منقرضاً)له تاريخ من الانفجارات القوية،مما يستدعي مراجعة علمية عاجلة لدراسة
نشاطه الحالي وعلاقته بصدع الأناضول النشط.يقع بركان النمرود الضخم في منطقة وان
التركية على الحدود الشرقية للأناضول.كبركان خامد،يستدعي مراجعة علمية عاجلة
لدراسة نشاطه وعلاقته بـصدع الأناضول النشط من تغييرات بركانية أو حركات أرضية على
طول هذا الصدع يجب أن تكون تحت الملاحظة الدقيقة لأنها قد تنشط جيوب الماكما
الكامنة.
الهاجس الأكبر هو أن هضبة الأناضول هي
المنطقة التي تحتضن مشروع التركي
(GAP)،الذي
يضم سلسلة من السدود الكبرى على نهري دجلة والفرات.إن حدوث نشاط بركاني كبير في
محيط هذه السدود قد يؤدي إلى نتائج كارثية تتمثل في حدوث الزلازل البركانية النشاط
البركاني غالباً ما يكون مصحوباً بهزات أرضية تُضعف الهياكل الضخمة للسدود وتؤدي
إلى تصدعها أو انهيارها الانهيارات الطينية الساخنة يمكن أن تسد مجاري الأنهار أو
تضرب أجسام السدود مُلحقة بها أضراراً هيكلية جسيمة.
تضرر سدود دولة المنبع لا يقتصر تأثيره
عليها فقط،بل يمتد ليُشكل تهديدوجودي لدولة المصب،حيث سيؤدي انهيار سد ضخم إلى
موجة فيضانية مدمرة تُغرق مدن وتُدمّر مناطق زراعية على طول النهرين.لبيان المخاطر
الزلزالية لسد أتاتورك بالرغم من التخوفات من البراكين الشرقية مثل النمرود،فإن
التهديد الأكثر فورية لسد أتاتورك،الأكبر في مشروع الكاب،يكمن في النشاط الزلزالي
التكتوني أكثر من البركاني المباشر بسبب الزلازل المستحثة بالخزان بعد ملء خزان سد
أتاتورك بكمية هائلة من المياه(48.7 مليار م³)،زاد معدل النشاط الزلزالي المحلي
بشكل كبير.يُعتقد أن وزن المياه الهائل يغير مستويات الإجهاد في القشرة
الأرضية.كون موقع السد يقع بالقرب من صدوع رئيسية،أبرزها صدع بوزوفا بمسافة
حوالي1.25كم،القادر على إحداث زلازل تتراوح قوتها بين 6.2 و 6.8درجة.
يقع السد ضمن النظام التكتوني الواسع لصدع
شرق الأناضول الذي تسبب في زلازل2023 الكارثية،مما أثار قلق دولي بشأن سلامة السد،
مما يتوجب اتخاذ إجراءات للحد من المخاطر بتضافر الجهود الجيولوجية والحكومية
لمواجهة هذا التهديد من خلال الرصد الجيولوجي والشبكات الزلزالية والأقمار
الاصطناعية لمراقبة أي تشوهات أرضية أو نشاط زلزالي غير مألوف حول النمرود وسدود
الكاب.نشر أنظمة الإنذار المبكر تطوير آليات تحذير سريعة للسكان ولإدارة الكوارث
في دولة المصب.اجراء الأبحاث المتعمقة بتحليل ديناميكيات صدع الأناضول وتاريخ
انفجارات براكين المنطقة.
كتب: د. رمضان محمد

